فتاة بكروموزوم واي تسلّط الضوء على معايير الذكورة
متلازمة المناعة الأندروجينية
الكرموسومات لا تحدد جنس الإنسان
مستغرب؟
إذن أدعوك لمشاهدة هذا التقرير
كيف نشعر بما نشعر به؟
يستغرب الكثير من فكرة أن تكون مسجوناً في جسد غير جسدك
عندما تتساءل هذه الشريحة الكبيرة من الناس و لا تجد إجابة مقنعة بالنسبة لها، فهي لأنها تضع وضعها الصحيح كمقياس و تتعجب من وجود من يعاني من تعارض في شكله و ما يشعر به !!
كيف يمكنني عزيزي القارئ أن أقرب لك الأمثلة حتى تتضح لك الصورة أكثر؟
ضفدع ناطق ، تعرف بأنك إنسان و لكن لا يراك الآخرون كذلك، بل يركض خلفك الصبية ليصطادوك و يضعوك في قنينة أو علبة، و قد يحاول أحدهم أن يغريك بضفدعة ، و يضع أمامك أطناناً من الذباب و الحشرات. و لكنك أنت أيها الإنسان المضفدع، لا ترغب بهذه المغريات، لأنك ترى الحياة بعين إنسان،ترغب بتذوق البرجر و تركل الكرة في الملعب، لا أن يركلك الصبية، و تدرس و تعمل و تنجح و تكون أسرة، كأي إنسان، أن تحب و تتحب، و لكن من يسمعك أو يشعر بك؟ أنت مجرد ضفدع!! ضفدع تنقنق أمانيك و لا يفهمك أحد، و قد يسأل سائل :ماذا!! هل يقول أنه إنسان بجسد ضفدع!! أستغفر الله !! الله لا يبلانا!! كيف؟ و الله أنها من علامات الساعة!
هذا هراء، ليكن في علمك أنني ولدت في بيئة محافظة، فأبوي أحسنا تربتي و بذلا جهدهما لأكون كباقي الضفادع ، و لكني كنت دائماً مختلف، و ليكن في علمك أنني لم أنشأ بين البشر، بل بين الضفادع، فلدي 486 أخ و أخت من الضفادع ، كلهم يعيشون كضفادع طبيعين بكل سعادة و لديهم أسر و أبناء و تعدادنا الآن وصل إلى 16398 ضفدع و ضفدعة، و لكن مع هذا لازلت مختلف! الجميع يستغرب تصرافتي البشرية! أنا بشر ،أنا إنسان ولكن بجسد ضفدع.
تصدق ما يقوله الآخرون عنك لوهلة ، و تعتقد أنك مجنون، تجرب البحث عبر الإنترنت لتعرف ماهي مشكلتك بالضبط، و تكتشف أنك لست الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، بل أن هناك المرأة بجسد بجعة، و الرجل بجسد وحش ، و الولد بجسد لعبة، و الفتاة بجسد عصفورة!!
إنك لست الوحيد في هذا العالم!! يوجد من يشاركك المشكلة ، و يوجد من هو مهتم بعلاجها و دراسة مسبباتها!
تكتشف أنك لا تتوهم ، بل إنها مشكلة حقيقية لها مسببات، و لكن تساورك المخاوف الآن، هل سيقبل بك البشر بعد أن تتعالج و تعيش ذاتك الحقيقية في هيئتك الحقيقية؟
ماذا سيقول عنك أصدقاء مدونتك إذا قلت لهم أنك كنت بجسد ضفدع؟ ماذا لو قررت بعد سنوات أن تتقدم لخطبة فتاة و سألوا عنك و اكتشفوا أنك كنت ضفدع...أفا!! طلع ضفدع!! مع إنه رجل و النعم فيه و أخلاقه طيبة و ما يبين عليه !!! و رجل كديد و عصامي.. !!
مع كل ايجابياتك فأنت معرض للرفض الاجتماعي، معرض للسخرية من الآخرين و التقليل من شأنك، بل معرض لحملة تشويه شعواء من قبل جماعة الضفدعـ - فوبيا ، ينعتونك بأسوء الصفات، و يكتبون عند مقالات محرفة و ينشرونها في المنتديات و يضعون صور مفبركة ليحذروا الآخرين منك، و ينهال الباقي ليلعنوك و يشتموك و لو كان ممكنا لنهالوا عليك بالضرب.
لا أبالغ، فهذا ما يعاني منه الأشخاص الترانس أو مصححوا الجنس من رفض اجتماعي و معاداة ، و صورة مشوهه ساهمت بترسخيها وسائل الإعلام العربية المختلفة بهدف الحصول على الخبطات الصحفية أو اللقاءات الحصرية، بعيد عن الطرح الطبي و الإنساني.
على إقرارهم بمشكلتي الصحية ، نصحني عدد من الأطباء أن أهاجر لانه يصعب العيش في مجتمع عربي بعد التصحيح. هل كلامهم صحيح؟
هل فعلاً ترفضون أن يكون بينكم شخص مصحح؟ أن يكون أحد أشقاؤكم أو شقيقاتكم؟ أقاربكم؟ أصدقاؤكم؟ أطفالكم؟ شركاء حياتكم شخص مصحح جنس؟
لا أرغب بتصديق الأطباء في هذه النقطة، فالوطن غالي و الأهل غالين، لذلك قررت أن أواجه المشكلة و أن أعرف من حولي بأبعاد الحالة، فامنحوني الفرصة و الأذن الصاغية، و أن رأيتم بعدها أنني استحق الدعم فلا تحرموني من سماع كلمات الدعم و التشجيع ، فأنا في أمس الحاجة إليها
شكراً لاهتمامكم بقراءة هذا البوست كاملاً حتى النهاية.