أكذوبة التحول الجنسي

بمنتهى البساطة....التحول الجنسي ....أكذوبة
لا يمكن أبدا أبداً أن تحول رجلا مئة بالمئة له هوية جنسية متناسقة مع جسده إلى إمرأة مئة بالمئة لها هوية جنسية متناسقة مع جسدها
لا يمكن
التحول الجنسي أكذوبة روج لها الإعلام بغرض الإثارة الإعلامية لا أكثر و لا أقل
الواقع هو احد امرين...إما تصحيح جنس أو تشويه أو تخريب جنس
إذا كنت تعاني اضطراب الهوية الجنسية ، فالعلاج عبارة عن تصحيح جنس
أما إن لم تكن تعاني من اضطراب الهوية الجنسية ، و خضت غمار هذا العلاج ، فأنت في الواقع تخوض مغامرة لا تحمد عقباها
ستكون مسجوناً في جسد غير جسدك و جنساً ليس جنسك، ستعاني بعد هذه المغامرة من اضطراب الهوية الجنسية
و سيكون علاجك عبارة عن تخريب و تشويه لجنسك و ليس تصحيحاً، و ستكون أكثر من يعاني من هذه الخطوة الغير مدروسة بالنسبة لك
البعض يعتقد أن خطوة التصحيح الجنسي معتمدة على مزاج صاحب الحالة
استقيظ من نومه و قرر أن يتحول للجنس الآخر!!!
ليس كذلك أبداً
و ليس من يقوم بالتصحيح شخص مخادع أو كاذب أو مستغل أو باحث للعلاقات الجنسية غير الأخلاقية
ليس كذلك أبداً
و التصحيح لا يمكن ان يحصل بين يوم و ليلة
مجرد البدء في خطوة التصحيح الفعلي ، تعني أن تستمر في العلاج الهرموني مدى الحياة ،و أن تدخل في سلسلة من الجراحات التي قد تستمر إلى أربع سنوات
و جمع التقاريرالطيبة و دخول المحاكم للحصول على حق تغيير الاسم و الجنس في الأوراق الثبوتية و هذه معاناة في حد ذاتها
و قد يكتمل الاحتفال بعلم إحدى الصحف بقصتك و فبركة القصة دون مراعاة معاناتك طوال حياتك ، بهدف الحصول على خبطة إعلامية يمكن التكسب منها مادياً لحساب الصحيفة ، على حساب حياتك و حالتك الإنسانية ، بقصة بعيدة كل البعد عن النظرة الطبية و الانسانية فيها ، معنونة بالبونط العريض فلان يتحول جنسياً إلى فلانة!! أو فلانة تتحول جنسياً إلى فلان
لترسخ فكرة الأكذوبة....أكذوبة التحول الجنسي!!
---------------------------------------------
تحديث:
إضافة رد تلقيته من الأخت ياسمين و أرى أنها إضافة قيمة للموضوع
ياسمين:
----------
تسلم على الكلام الجميل... كلام كثير نحتاج نردده و نصرخه مراراً و تكراراً حتى يكف المتسلطون أيديهم و ألسنتهم..ليا بس تعليقين، بعد إذنك لو تسمحلي

اقتباس:
"مجرد البدء في خطوة التصحيح الفعلي ، تعني أن تستمر في العلاج الهرموني مدى الحياة ،و أن تدخل في سلسلة من الجراحات التي قد تستمر إلى أربع سنوات"
بيتهيألي العلاج الهرموني و الجراحة\جراحات أهون شيء... و في ناس تانية كتير، أعتقد أكتر من الترانس بكتير برضه مضطره تاخد علاج هرموني مدى الحياة، و أحياناً كمان جراحة\جراحات..
المعاناة الحقيقية تكمن في الإصرار على الموقف، و ليس قرار اُخذ في يوم و ليلة... الإصرار على مواجهة المجتمع و قساوته، بكل ما اُتيت من قوة و عزم.. الصمود على الظلم، و الإهانة، و التعذيب النفسي سواء من تهكمات و إستهزائات و تفرقة و تعصب و إضطهاد، و التي قد تدوم للبعض مدى الحياة.
نصارع أيضاً الأطباء، و القانون، و المحاكم، كي نبدأ فقط في الوصول لأول هذا الطريق الوعر المكتظ بالأشواك و المهالك. فأي إنسان عاقل بالله عليكم يا بشر يُقدِم على ذلك برضاه ما لم يكن فعلاً في محنة مثل محنتنا... يعني لسنا بحاجة لأي تفسيرات و توضيحات إضافية، فهذه لحالها أدلة دامغة.. و تُغلق القضية..
اقتباس:

"إذا كنت تعاني اضطراب الهوية الجنسية ، فالعلاج عبارة عن تصحيح جنس"
موضوع تصنيفنا، ترانسكس (أو إنترسكس) في فئة "المضطربين نفسياً" طالما أرّق الكثيرين و أثار تحفظهم و أثار ثوراتهم العارمة، و أنا بينهم... فأنا لا أبغي أن يصنفني الأطباء كمريضة، و لا المجتمع... أنا لست بحاجة لعلاج نفسي أو إقراني مع من لديهم مشاكل في تحديد جنسهم أو من يرتدون ملابس الجنس الآخر من حين لآخر للمتعة الشخصية أو الجنسية..
لست بحاجة لمعجزة، فقط أحتاج لبضع تحليلات، علاج هرموني بخس الثمن، و عملية جراحية، ثمنها، بالنسبة لي أيضاً ثمن بخس للراحة النفسية و الجسدية التي أنشدها.. لا أعتبر مشكلتي مرضاً، إلا لو إعتبرنا الأيسر أو المعوّق مريضاً.
ممكن أقول "إختلاف خلقي" يسبب لي معاناة، و لا يصعب تصحيحه. كلمة "مريض" عربياً للأسف دائماً ما تحمل أكثر مما تتحمّل، خصوصاً إذا كانت متعلقة بالنفسانية.. اُنظر للسينما المصرية على سبيل الفرض، منذ الخمسينيات و الأفلام الأبيض و أسود (و ربما ما قبل ذلك)، و حتى اليوم، كيف يستهزأون من المريض النفسي، و حتى الطبيب النفسي - دائماً ما لعب دوره إنسان غريب الأطوار... و نرى دوماً النظرة السائدة لمن عُرِفَ عنه أنه يتردد على طبيب نفسي، و تلقائياً يتم تلقيبه "ده مناخوليا" (يعني مجنون) و الناس تبعد عنه و تتجنبه خوفاً من الأذى أو العدوى.. و الأعجب من ذلك أن أصل كلمة "منخوليا" أصلاً لا علاقة لها بالجنون و لا حتى السايكوسيس... أصل الكلمة و معناها يشير إلى عدة أطوار، منها العاطفي و من يحنّ للأشياء القديمة أو الأنتيكات...و لكن ليه نتعب و نقهر نفسنا و ننبح صوتنا... صحيح، إن الجهل و عدم المبالاة أحياناً نعمة...
تعليقي على الرد:
--------------
ياسمين
---------
نعم كلامك سليم و أعتبره إضافه قيمة للموضوع ، واسمحي لي سأضيفه للموضوع على مدونتي
وضعنا يصعب شرحه بالكلمات ، و قد سبق و تناقشنا بأننا لا نملك مصطلحات عربية تساعدنا في شرح حالتنا، و لكن فعلياً لا يمكن أن يتفهم الشخص المتلقي حالتنا إلا إذا وضع مكاننا و عاش لفترة و بشكل جاد حياة الجندر الآخر، ليعرف كم هو خانق أن تعيش حياة غير حياتك الحقيقة
أريد أن أضيف نقطة توضيحية لهدف كتابة الموضوع
و هي النظرة العامة لحالتنا و أعتقد حتى لذوات الأشخاص نفسهم ، و هي نظرتهم للجندر أو جنس الإنسان كأنه قشر خارجي فقط ، دون الاعتبار لتعقيد الجندر و كونه أكثر من تشكل جسد خارجي، إنما شيء له عمق كبير في داخل جسم الإنسان مادياً و معنوياً
أن الإنسان ليس فقط لحم و عظم و إنما ذات داخلية و روح و جهاز عصبي و أمور لم يصل علمنا كبشر بها
أيضاً نظرة المجتمع السطحية بالنسبة للروح و الشعور، و كأننا ننتكلم عن مشاعر رومانسية أو علاقة حب مراهقة
الروح إذا خرجت من الجسد تحول الجسد إلى تراب، فكيف نزدري مثل هذا الجزء المهم غير الملموس من ذواتنا ، نحن نجهل ماهيته و ماذا يعمل فعلياً و لكن هذا لا يعني أن نقلل من شأنه
و أخيراً، علينا أن نسأل لماذا خلقنا هكذا؟
دائماً عندما أناقش أحد بحالتي أول سؤال يأتيني: معقولة أن الله أخطأ في خلقك ؟
طبعاً لا، و لكن يختبرني كما يختبر غيري
و أيضاً الله-عزوجل- لم يختبرنا ليعذبنا في الحياة الدنيا
هناك بعد روحاني للقضية، و بعد طبي
لو لم نوجد نحن كحالة ، ما عرف الطب ما هو الجندر و كيف يكتشفه؟
قد نتسبب في المستقبل في ايجاد حل طبي للجراحات التعويضية و العقم و اكتشاف عقاقير طبية أفضل
نعطي مفهوم اجتماعي لما يعني أن يكون الإنسان رجل او إمراة أو
neutral
حالتنا صعبة و نعاني منها و لكن وجودها هكذا لم يأتي عبثاً ، هناك استفادة على الصعيد الشخصي و على صعيد أكبر كالاجتماعي و الطبي
و انا هنا لا أقصد عندما ننظر لحكمة وجودنا أننا نرضى بالاستمرار بالمعاناة، و لكن أن لا نقلل من شأن أنفسنا و نفتخر بأنفسنا ، لأنه عندما تقلل من شأنك سيقلل الآخرون من شأنك ، و عندما تزدري وضعك لا تتنظر أن يقدرك او يقيمك الآخرون
ياسمين:
------
اقتباس:
"و أخيراً، علينا أن نسأل لماذا خلقنا هكذا؟دائماً عندما أناقش أحد بحالتي أول سؤال يأتيني: معقولة أن الله أخطأ في خلقك ؟طبعاً لا، و لكن يختبرني كما يختبر غيريو أيضاً الله-عزوجل- لم يختبرنا ليعذبنا في الحياة الدنياهناك بعد روحاني للقضية، و بعد طبي"
اكيد نقطة مهمة.. و لكن إجابتها مش فرض عليك... اللي يسأل هذا السؤال، ممكن ترد عليه بأسئلة أخرى مثل:يعني أيه ربنا أخطأ في خلقي؟ هو ربنا بيخطأ؟
يعني عندما يولد توئمان ملتصقان الرأس أو الجسد، هل هذا خطأ من الله سبحانه و تعالى؟
و لما يولد جنين مشوه هل هذا خطأ من الله سبحانه و تعالى؟و لما يولد طفل بالسرطان؟ و لما يولد مصاباً بالإيدز، و لما و لما و لما... أسئلة كتيرة مالهاش آخر..
المهم، ما مغزى هذا السؤال، ماذا يفيدني أو يفيد السائل؟
يعني مثلاً لو إفترضنا حتى وجود طريقة لإكتشاف إحتمالية تكون جنس جنين عكس جنس مخه أثناء فترة الحمل، هل هذا مثلاً يبرر إجهاض الجنين حتى لا يضايق البعض في المجتمع تحويل جنسه في مرحلة لاحقة من عمره؟ أم ما هو المراد بالضبط؟
في إجابة هذا السؤال (عذراً) الأبلــــه، أعجبتني كثيراً بعض الكلمات الحكيمة من د/ محمد رحال و التي نشرتها سابقاً فور قرائتها نفس اليوم الذي نشرت فيه، رغم أن عنوانها ضايقني بسبب التسمية:
اقتباس:
ان معرفة الجسم ان كان مؤنثا اوذكوريا لا تأتي عن طريق الكشف العضوي فقط وانما لها عدة اشكال اولها الكشف العضوي التناسلي المباشر ثم الكشف الجيني والذي يتحدد منذ بداية التلقيح , ثم الجنس المخي والذي تحكمه شيفرات خاصة لم يتمكن العلم من تحديدها تماما والمتعلقة بالنويات القاعدية , ثم ياتي سلوك الجنس النفسي , واخيرا الجنس الاجتماعي , وان تعارض اي من هذه العناصر مع العناصر الاخرى هذا يعني ان هناك خللا ما يتطلب حله وعلاجا طبيا او نفسيا دون تدخل الشرع , باعتباره تصحيح وضع خاطئ مصدره تخبيص الانسان وليس خلق الله احسن الخالقين, مع مراعاة ان شكل العضو الذكري او الانثوي هو جزء من خمسة اشياء يجب الاهتمام بها قبل الحكم النهائي على قضايا شائكة كهذه وهي امور يحددها الشخص ذاته من خلال فهمه لذاته واحساسه بذاته , ولن يستطيع بشر ما ان يفهم ذات الاخر اكثر من الشخص نفسه مهما بلغ من العلم.

2 التعليقات:

المرتجى يقول...

لا اعرف ماذا أقول ومن أين ابدأ و لا إلى اين انتهي .
كل ما استطيع قوله انني مسرور جدا بالوصول الى مدونتك والتعرف على فحواها .
و سروري أكبر بان بيننا رجل مثلك ، رجل بافعاله لا بمظهره فهذا هو المعنى الحقيقي للرجوله ، فهي أفعال لاأقوال .فبوركت و بوركت ام انجبتك وارضعتك حليبا طاهرا جعل منك سيد الرجال .
يقول المثل الشعبي " اللي يده في النار ليس كالذي وضع يده في الماء البارد " و يقول اخر : " ميحس بالنار الا واطيها " و هذا دليل على اننا جميعا نعي بإن معاناة اي منا لايشعر بها الاخرون مهما حاولنا وجاهدنا في شرحها لهم لا لشئ سوى انها لاتخصهم ببساطة يقولوا " هذه مشكلتك " و لا يقف الموضوع عند هذا الحد بل يطلبوا منك ان تدع جرحك ينزف و تسكت لأنك قد تسبب لهم حرجا اذا اوقفت النزيف وعالجته.
مأساتنا كبيرة اخي العزيز في مجتمع لايرحم .يحرموا و يحللوا كيفما يشاؤون!! ولكن ان تطالب بحقك فذاك جناية تستحق النظر و استجماع لأقوى عصابات البشر لتصدر بحقك شتى انواع القهر .
يذهبون إلى ارقى المصحات في ارقى البلدان ليعالجوا صداعا بسيطا قد يصيبهم . اما نحن من وجهة نظرهم فمرضى نفسانيون وان لم يفارقنا الصداع والعناء والشقاء طيلة اعمارنا !! يا للدهشة اخي الفاضل .اي قانون يصدر احكامه علينا ؟ اسمح لي ان اقول لك و بكل أسف انه قانون الغاب.و ما ادراك ماقانون الغاب ! انه قانون الغلبة فيه للأقوى فوالله لو كان ابن مفتي او رئيس او ملك يمر بحالة تشبه حالتنا لأصدروا له قانونا استثنائيا وخاصا . فلا ضير في ذلك لسبب واحد انه ابن سيد الغابه .
لنا الله اخي العزيز فهو الوحيد القادر على ان يقول للشئ كن فيكون . و يكفينا فخرا اننا مميزون بإيماننا وأخلاقنا و علمنا و ها انت نموذج من نماذج كثيرة تنخرط تحت هذه الفئة التي خلقها الله لحكمة ربانية هو أعلم بها .
الى كل من يطلع على مدونتك أوجه التحية و ادعوه لأن يفهم حالتنا ويحاول تغيير النظرة الخاطئة و الخلط بينا و بين فئات لاتمت لنا بصله .
ولك مني كل تقدير واحترام ....
ولي الفخر و عظيم الشرف في انني كنت هنا ...

في طريقي لأكون رجلاً مرئياً يقول...

مرورك و كلماتك أسعدني و لو أني ما قمت إلا بالواجب

حياك الله دائماً :)